
زوجة في الثلاثين من عمرها تقدمت لاستشارة زوجية بسبب شعورها بالإهمال العاطفي نتيجة انشغال زوجها المستمر بمواقع التواصل الاجتماعي. رغم محاولاتها المتكررة للفت انتباهه، كان يرد بكلمات مقتضبة، مما زاد من شعورها بالوحدة. تراكمت مشاعر الغضب والاستياء بسبب هذا التباعد العاطفي، مما أدى إلى زيادة الخلافات بينهما. قررت الزوجة طلب الاستشارة لتحسين التواصل واستعادة التوازن العاطفي في العلاقة.
لقد بدأت أشعر مؤخرًا بأنني غير موجودة في حياة زوجي كما كنت في السابق. هو يقضي ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء كان يتصفح الأخبار أو يتفاعل مع أصدقائه. كلما حاولت التحدث معه أو مشاركة مشاعري، كان يجيب بشكل سريع أو حتى يتهرب من النقاش. أشعر أنه لا يولي اهتمامًا لي أو لاحتياجاتنا كعائلة، بل أصبح الهاتف هو أولويته.
كلما تحدثت معه عن شعوري بالإهمال، يرد بأنه لا شيء غريب في ذلك وأنه لم يتغير شيء، لكنني لا أستطيع أن أتجاهل شعوري المتزايد بالوحدة. أشعر أن هناك فجوة عاطفية بدأت تتسع بيننا، خاصة أنه يبدو غير مهتم بمشاركتي لحظاتنا اليومية. أنا لا أطلب الكثير، فقط أن يشعرني بأنني مهمة في حياته. لا أريد أن أبدو وكأنني أستجدي اهتمامه، لكنني بدأت أشعر أن التواصل بيننا قد بدأ يتلاشى بسبب انشغاله الدائم بالهاتف.
في البداية كنت أعتقد أن هذه مجرد مرحلة، لكن الوضع استمر لفترة طويلة، وأصبحت أرى أن هناك تغيرًا كبيرًا في علاقتنا. هذا الوضع أثر على علاقتنا الزوجية بشكل واضح، وأصبح لدينا المزيد من الخلافات بسبب هذا الموضوع. أحتاج إلى مساعدة في التعامل مع هذه المشاعر وكيفية تحسين التواصل بيننا دون أن يشعر الزوج بالهجوم أو الضغط.
الحل:
التواصل المفتوح والصريح:
من المهم أن تفتحي الحوار مع زوجك بطريقة هادئة وبدون اتهام. يمكنك أن تعبري عن مشاعرك بالقول: "أشعر في بعض الأحيان بأنني بعيدة عنك، وهذا يؤثر عليّ بشكل كبير. أحتاج أن أشعر بوجودك إلى جانبي أكثر".
تحديد وقت محدد للتحدث عن مشاعركما معًا، بعيدًا عن أي ملهيات مثل الهواتف أو التلفزيون، يساعد في بناء بيئة صحية للحوار.
وضع حدود لاستخدام الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي:
اتفقا معًا على تخصيص أوقات معينة لاستخدام الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي، مثل عدم استخدامها أثناء العشاء أو في وقت ما قبل النوم. يمكن أيضًا تحديد "أوقات خالية من الهواتف" خلال الأنشطة المشتركة، مثل الخروج معًا أو ممارسة هوايات مفضلة.
إعادة ترتيب الأولويات:
يمكن لكما معًا تحديد الأولويات في حياتكما الزوجية. ربما يمكن تنظيم الأنشطة الأسبوعية بحيث يشمل ذلك أوقات مخصصة لكما فقط، بعيدًا عن أي عوامل تشتت.
من المهم أن يتعاون كل منكما في تعزيز الانتباه لبعضكما البعض دون تأثير من الهواتف أو التكنولوجيا.
إشراك الزوج في الأنشطة المشتركة:
يمكن أن تساعد الأنشطة المشتركة في تعزيز العلاقة بينكما. اجعلا من "الأنشطة بدون هواتف" عادة في حياتكما، مثل مشاهدة فيلم معًا، أو حتى مجرد الحديث عن يومكما.
يمكن لكما تجربة أنشطة جديدة قد تثير اهتمامكما معًا، مثل ممارسة الرياضة أو الهوايات المشتركة.
و من خلال تحسين مهارات التواصل، وتحديد أوقات مخصصة للتفاعل دون تشتت، يمكن للزوجين استعادة القرب العاطفي بينهما. كما أن تحديد الأولويات واستعادة التوازن بين الحياة الرقمية والعاطفية يعزز العلاقة ويقلل من التوترات الزوجية.
: فاطمة الحسيني