
فتوى الإمام (عليه السلام) في مسألة الميراث
بعد وفاة الإمام الرضا (عليه السلام)، خشي المأمون العباسي من مكانة الإمام الجواد (عليه السلام) رغم صغر سنه (كان عمره حينها حوالي 9 سنوات). فحاول التشكيك في إمامته، وقال بعض العباسيين:
"كيف يكون إمامًا وهو غلام صغير؟!"
فدعا المأمون إلى عقد مجلس علمي كبير حضره كبار فقهاء بغداد، يتقدمهم القاضي يحيى بن أكثم، ليطرحوا مسائل صعبة على الإمام الجواد (عليه السلام) ويحرجوه.
المسألة التي طرحت:
قال القاضي يحيى: "ما تقول يا أبا جعفر (الجواد) في مُحرِم قتل صيدًا؟"
(أي: رجل في الحج قتل حيوانًا بريًّا، وهذا مما يحرّم على المُحرِم).
فأجابه الإمام الجواد (عليه السلام) بسؤال مُفصّل قال فيه:
"قتله في حلٍّ أو حرم؟، عالمًا كان أو جاهلًا؟، قتله عمدًا أو خطأ؟، حرًّا كان أو عبدًا؟، صغيرًا أو كبيرًا؟، مبتدئًا بالقتل أو معيدًا؟، من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها؟، من صغار الصيد أم من كباره؟، مصرًّا على ما فعل أو نادمًا؟، في الليل كان قتله أم في النهار؟، مُحرِمًا بالحج كان أم بالعمرة؟"
فبهت يحيى بن أكثم، وعجز عن الرد، وأدرك الجميع عِظم علم الإمام رغم صغر
العبرة التربوية:
▪️ العلم لا يُقاس بالمظاهر، ولا يُحدّد بالعمر، بل هو نور يقذفه الله في قلب من شاء.
▪️ الإمام الجواد (ع) قدّم درسًا في الذكاء العملي والتفكير النقدي، وهو ما نحتاجه اليوم في تربية الأبناء.
علّمي ابنك أن يسأل، أن يُفكّر، أن يُحلّل، ولا تجعليه أسير الإجابة الجاهزة.
لا تستهيني بذكاء الأطفال، أحسني رعايتهم منذ الصغر.
المصدر:
الشيخ الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص481
المجلسي، بحار الأنوار، ج50، ص99 وما بعدها
الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج2، باب 45