image


رقية بنت الحسين، زهرة حسينية يانعة ذبلت ووئدت في خرابات الشام دون رحمة، وبأبشع فعلٍ ينافي الإنسانية وحقوقها، ممّا تدّعي به منظمات حقوق الإنسان، وبالأخص تلك المعنية بالطفل، الذي يُفترض أن يحظى برعاية خاصة.

فقد أُسكت أنينها ولوعتها على رؤية أبيها، حين جُلب الطست الذي وُضع فيه الرأس الشريف ووُضع أمامها في مشهدٍ مروّع، بقمة القسوة والتجرد من الإنسانية، مُعلنين جرأتهم على الله ورسوله بهذا الفعل الشنيع، الذي أدمى قلوب السبايا، وبالأخص مولاتنا زينب الكبرى ومولانا زين العابدين عليهما السلام.

فاضت روحها الطاهرة على الرأس الشريف، مُعلنة للعالم الإسلامي والإنساني وحشية السلطة الأموية وزبانيّتها، وكذب ادّعائهم بالانتماء إلى الإسلام ودين محمد صلى الله عليه وآله. وبذلك سقطت أقنعة الزيف والخداع والحقد المتأصل على محمد وآله، وظهر تهالكهم على السلطة، حتى لو كان الثمن بهذه الفداحة والجرأة على الله ورسوله.

ولا يزال أثر آل أمية ونهجهم الظالم الوحشي قائمًا حتى اليوم، فيما يجري على شعب غزة وأطفالها من إبادة وتجويع، على مرأى ومسمع من منظمات تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان والطفل، ولا مغيث...

رقية الطفلة التي رفعت مظلوميتها إلى السماء بنداء: "وا حسينااه... وا مظلومااه..."، صرخةٌ مدوّية حتى اليوم، تُعدّ من أبشع الانتهاكات لحقوق الإنسان، وسيقف العالم طويلًا للحساب أمام الله.



: كفاح الوائلي