
أبنتي ذات 7 أعوام تسرق!
أدركت مؤخراً أن أبنتي الصغيرة تسرق اكتشفت هذا التصرف بفقدان بعض الأموال من حقيبتي، حينها جلستُ أراقب عقارب الساعة منتظرة عودتها من المدرسة ولأعلن عليها حالة الاستنفار والاستجواب.
وما أن عادت بادرت بطرح الأسئلة (بنبرة الصوت أكثر من حادة وتعابير الوجه عنيفة)
الأم -هل أخذتي بعض النقود من حقيبتي ؟!
البنت -لا- يا أمي (بصوت ملائكي وناعم وعيون أكثر من البريئة)
طرحت الأسئلة مراراً وتكراراً وبصيغ مختلفة متأملة بقول الحقيقة، لكن فاجأتني بالإجابة هي نفسها (لا)،
عجزتُ عن حل المشكلة وعن كذبها المتكرر بشأن السرقة وجهت إليها العقوبة القاسية تٌليق بفعلتها الشنيعة ....
الأمر لم يتوقف عن حده، ومازالت على نفس الوتيرة طبعا لم أغفل عن الموضوع لكن أصبحت في موضعٍ مقلق ومتوتر
نتيجة أزداء العقوبات المستمرة وصارت أبنتي عنيفة ومستواها الدراسي بدأ يهبط هذا جعلني معها أكثر صرامة وقوة عن مما سبق ظنا مني أستطيع حل المشكلة لكن لا جدوى.
أصابني الإحباط الشديد من عدم الوصول إلى النتيجة المناسبة مع المشكلة، وبرغم من كل الصعوبات التي واجهتها في التربية أبنتي البكر وكيفية التعامل معها واصلت المتابعة والبحث والسؤال عن (السرقة الأطفال)، وأخيراً وجدت رقم لمستشارة النفسية التربوية وطلبت منها موعد استشارة وأخبرتني بضرورة زيارتها مع طفلتي، وباليوم التالي توجهت باكراً إلى مركز الإرشاد الأسري التابع للعتبة الحسينية المقدسة فرع النجف الأشرف.
وبالصراحة كنت مترددة بشأن قدومي، لكن بعد الاستشارة تغير الحال لم أتوقع أن تكون الجلسة بهذه الخاصية والسرية التامة وبالإضافة إلى الأسلوب والتعامل السلس والمريح، تعطي شعورا بالراحة وتفريغ الطاقة المكبوتة بعد حل المشكلة.
استقبلتنا المستشارة ببشاشة وابتسامة جميلة ورحبت بي وبصغيرتي وبدأت بالتحدث وطلبت مني الخروج والتحدث مع ابنتي بشكل منفرد. لبيت طلبها فوراً وخرجت وماهي إلا بعض دقائق من التفكير مع نفسي؛ خرجت (طيبة) مبتسمة وقالت:
-ماما ست زينب تقول تفضلي ...
علامات الدهشة والاندهاش بانت على وجهي من سرعة خروج أبنتي، وكومة من الاستفسارات تجمعت في رأسي (كيف، ومتى، وماذا يحدث). جلست من تلقاء نفسي مخرجة صوتا متأتأ!
-ست زينب أخبريني فأنا لقد تعبت من هذه الحالة
-بصوت هادئ وابتسامة ،لا بأس لقد حلت المشكلة ابنتك طيبة لم تسرق...
-كيف ؟؟ ولكن وفقدان النقود من حقيبتي !! ما يعني هذا ؟!
-أم طيبة – صغيرتك كانت تدخر المال لشراء سرير
وجهت وجهي إلى طيبة مباشرة، وقلت: حقا !!
-نعم يا ماما أردت جمع المال لشراء سرير مثل ابنت خالِ
-لماذا لم تخبريني يا طيبة ؟!
- أمي كنت غاضبة جدا وخفت منك، كما إنك عاقبتني وضربتني ...
إما ست زينب كانت هادئة معي واعطتني المال لأدخر في حصالتي
انتهى ذاك اليوم بنزهة إلى مدينة الألعاب، وقبلة مليئة بالراحة والحب والشكر والامتنان لست زينب ومركز الإرشاد الأسري.
واتفقنا أنا وابنتي والمستشارة بأن لا نتسرع بالحكم على ابناءنا ونسيء الظن بهم فهذا يؤثر سلباً على تكوين شخصيتهم في المراحل الأولى وعلى مستواهم الدراسي. وأن الهدوء والتفاهم هو أساس لكل معضلة.