
كانت خطبة فاطمة الزهراء( عليها السلام) تعبيراً عن مبادئ إنسانية وإسلامية، فحينما طالبت بحقها في فدك لعدة أسباب أعمق من مجرد المطالبة بممتلكات مادية،وأهم ما أشارت عليه الزهراء(سلام الله عليها) حماية الحق، ونصرة الفقراء،ورفض الظلم، ومن خلال ذلك أرادت ان تعطي درسا للأمة عن العدل الإلهي والدفاع عن الحقوق الشرعية، مع التأكيد على أن طلبها كان لغاية أسمى وليست حاجة شخصية.
1.المطالبة بحقها الشرعي لتثبيت العدل:
" اللّهُمَّ اشْهَدْ أَنَّهُمَا غَصَبَا نَحْلَتِي، وَأَكَلَا تُرَاثِي، وَكَذَّبَا قَوْلَ أَبِي مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله)، وَصَغَّرَا قَدْرِي، وَحَطَّا مَنْزِلَتِي."
طالبت الزهراء بحقها(ع) في فدك لتأكيد العدل الذي نص عليه الإسلام، حيث فدك كانت هبة من النبي(ص)لها. وسكوتها عن غصب هذا الحق كان يمكن يؤدي إلى تشريع الظلم وسلب الحقوق وجعله عادة في المجتمع الإسلامي. لذا كان دفاعها وتكلمها عن حقها دفاعاً ونصرة عن الحق والعدالة في الأمة جمعاء.
2.ارتباط فدك بحقوق الفقراء والمحتاجين:
"وَجَعَلَ اللَّهُ الزَّكَاةَ تَزْكِيَةً لِلنَّفْسِ وَنَمَاءً فِي الرِّزْقِ... وَجَعَلَ اللَّهُ الْإِمَامَةَ نِظَامًا لِلْأُمَّةِ."
فدك لم تكن للزهراء (ع) مجرد أرض زراعية؛ بل كانت مورداً اقتصادياً لدعم الفقراء والمحتاجين. وبعد غصب حق فدك.حُرم الفقراء من هذه الموارد، مما جعل فاطمة الزهراء(ع) تتخذ موقف لمطالبة عن حقوقها ورفضا لتغيير الشرعية الإسلامية.
3. عدم السكوت عن الظلم كواجب ديني
"وَلَمَّا نَدَبَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ نَبِيَّهُ لِدَارِ جِوَارِهِ اخْتَارَ لَهُ مَا عِنْدَهُ، فَخَلَفَ فِيكمْ مَا خَلَّفَتِ الْأَنْبِيَاءُ فِي أُمَمِهَا كِتَابَ اللَّهِ، وَعِتْرَتَهُ، وَزُخْرُفًا مِنَ الْقَوْلِ زَعَمْتُمْ أَنَّهُ قَوْلُهُ.
رأت الزهراء ان السكوت عن ظلم وغصب فدك هو تنازل عن الواجبات الدينية والقيم الإسلامية الأساسية، مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. حيث كانت خطبتها صوتاً مدويا في مواجهة الظلم، ووضعت الأمة أمام مسؤوليتها في الدفاع عن الحق والالتزام بمبادئ العدل.
4. زهد الزهراء (ع) في الأمور المادية:
"وَاللَّهِ مَا نَقَمُوا مِنْ أَبِي الْحَسَنِ إِلَّا أَنَّهُ أَفْرَاهُمْ سَيْفاً، وَأَكْثَرَهُمْ زَاداً."
أوضحت سلام الله عليها أن مطالبتها بفدك لم تكن لأسباب مادية، فهي ابنة النبي (صلى الله عليه وآله) التي عاشت الزهد والبساطة. لكن المطالبة جاءت لتبيان الحق والوقوف ضد الظلم، ولضمان استمرارية العدالة في الأمة. كان هدفها الأساسي الحفاظ على النظام الإلهي الذي يُعطي لكل ذي حق حقه.
الخطبة الفدكية ليست مجرد حدث تأريخي، بل درس خالد عبر الأجيال حول أهمية قول الحق وعدم التنازل عن المبادئ والقيم الإسلامية مهما كانت الظروف.