image

دور الأم في مساهمة نجاح الحياة الزوجية لابنتها

منذ نعومة أظفارها تتولى الأم الرعاية والتربية، وتؤدي الدور الأكبر في تنشئة ابنتها وتوجيهها في مختلف أمور الحياة، حتى يحين اليوم الذي تودعها فيه إلى حياةٍ جديدة، هي العش الذهبي.

تحرص الأم بشدة على سعادة ابنتها واستقرارها، وتبقى على ارتباطٍ دائمٍ بها، أحيانًا إلى حدٍّ يجعلها تنسى أن ابنتها أصبحت امرأةً ناضجة، قادرة على إدارة بيتها واتخاذ قراراتها بنفسها.

إن الهدف الحقيقي من زواج البنت هو الاستقرار النفسي والعاطفي بعد بلوغها مرحلة النضوج العقلي والعاطفي والجسدي، لكن مع الأسف، قد ترتكب بعض الأمهات أخطاءً تؤدي إلى تدمير هذا الاستقرار بدلًا من تعزيزه.

فنسمع كثيرًا عن شكاوى الأزواج من تدخل أمهات الزوجات بشكلٍ سلبي يهدد استقرار الحياة الزوجية، وغالبًا ما تندفع البنت – نتيجة لقلة خبرتها أو ضعف نضجها – وراء قرارات والدتها، متناسية أنها أصبحت المسؤول الأول عن حياتها واختياراتها.

ويحدث هذا النوع من التدخل غالبًا في العوائل التي تفتقر إلى النضج الأسري والفكري. ومن أبرز أشكاله:

• التدخل المادي: كالتأثير في قرارات المسكن أو الملبس أو المأكل، والتدخل في شؤون الشراء أو الادخار.

• التدخل غير المادي: مثل التأثير في قرارات الزوجة الخاصة، أو توجيهها في علاقتها العاطفية والنفسية مع زوجها، بما يربك التوازن داخل الأسرة.

إنّ الأم الواعية هي التي تدرك أن دورها بعد زواج ابنتها يجب أن يتحول من التوجيه المباشر إلى الدعم الهادئ، ومن القيادة إلى المشورة، فبهذا الأسلوب تكون الأم سببًا في نجاح حياة ابنتها واستقرار أسرتها، لا في اضطرابها.


: فاطمة الحسيني