image



قال الإمام الصادق (عليه السلام):

"إذا اتّهم المؤمن أخاه، انماث الإيمان من قلبه كما ينماث الملح في الماء."

(الكافي ج 2)


يبيّن الإمام (عليه السلام) خطورة اتهام المؤمن بلا دليل أو حق، ويشبّه زوال الإيمان من القلب كذوبان الملح في الماء!

هذا تصوير بليغ يوضح حجم الخطر النفسي والروحي لهذا السلوك.


 الفرق بين سوء الظن والاتهام:

سوء الظن: هو ظن سلبي داخلي، شك أو شكوك غير مثبتة.

الاتهام: هو إطلاق حكم سلبي صريح على شخص آخر، غالبًا مع تأكيد أو إصرار وقد يكون توجيه تهمة مباشرة

الاتهام يكون عادةً بلفظ واضح أو فعل مؤثر، وله أثر أشد من سوء الظن.


لماذا سوء الظن والاتهام خطيران؟

لأنهما يعيقان الاستقرار النفسي والاجتماعي، وينتجان سلوكيات خاطئة منها:


1- الشكوك المفرطة التي تزرع القلق والتوتر.

2- غياب الأمان والطمأنينة بين الزوجين.

3- انهيار الثقة داخل الأسرة.

4- تربية الأبناء على الخوف والريبة بدلاً من المحبة والتفاهم.

5- بيئة عمل مشحونة بالتوتر والريبة.


علاج هذا السلوك يبدأ بـ:

1- مراقبة الذات: ما الذي يجعلني أسرع للاتهام؟

2- التمييز بين "الشك" و"الحدس" و"الدليل".

3- تدريب النفس على الحوار والاستفهام بدلاً من الاتهام.

4- طلب الدعم النفسي عند تكرار هذا النمط.


قال تعالى:

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ، إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ"

(الحجرات: 12)


جوهره هذا أسلوب دفاعي يعكس ضعفاً أو تجربة مؤلمة لم تُعالج، فينعكس على الآخرين وكأنهم "عدو داخلي".

لذلك، لنحافظ على قلوبنا من الاتهام ونسعى لبناء علاقات مبنية على الثقة والرحمة، ليبقى الإيمان راسخًا وقلوبنا سالمة.

: فاطمة الحسيني