image


يواصل مركز الإرشاد الأسري فرع النجف الأشرف التابع للأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة تنفيذ الدورة التخصصية الإلكترونية للمبلغات – الموسم الثالث، والتي تُقام عبر تطبيق تليجرام، تحت عنوان:

(على درب الحسين عليه السلام): "المبلغة ركيزة الإصلاح الأسري في زيارة الأربعين"

وتأتي هذه الدورة حسب توصيات ممثل المرجعية الدينية العليا، والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزّه)، وبتوجيه من قسم التوجيه والإرشاد الأسري، تأكيدًا على أهمية التبليغ الواعي والمدروس، وإعداد المبلغات إعدادًا نفسيًا وتربويًا متخصصًا.

اذ قدّمت المستشارة م.م أنفال سليم المحاضرة الرابعة من منهاج الدورة، تحت عنوان:

"تهذيب السلوك بنور الهداية: دور المبلغة في إصلاح النفوس وتقويم الطباع"

استُهلّت المحاضرة ببيان ماهية السلوك وأنواعه، حيث عُرّف السلوك بأنه: كل فعل أو قول يصدر عن الإنسان، ويعبّر عن دوافعه الداخلية وقيمه ومعتقداته. وتطرقت المحاضرة إلى الأنواع التالية:

-السلوك الظاهري والباطني

-السلوك الفطري (الغريزي)

-السلوك المكتسب (بالتربية أو البيئة)

-السلوك السوي (السليم)

-السلوك غير السوي (المنحرف، العدواني، الانسحابي...)

 كما تناولت المحاضرة أسباب الانحرافات السلوكية، ومن أبرزها:

-ضعف الوازع الديني

-غياب القدوة

-التفكك الأسري أو العنف المنزلي

-الإعلام غير المنضبط

-الصحبة السيئة

بعد ذلك، طُرح سؤال جوهري في المحاضرة: ما هو دور المبلغة في تهذيب السلوك؟

وقد جاءت أبرز الإجابات من المشاركات كما يلي:

التربية بالقدوة: بأن تكون المبلغة صورة حية لما تدعو إليه

الخطاب الوجداني: مخاطبة القلب قبل العقل، كما في قوله تعالى: "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"

الاحتواء لا الإقصاء: فالتقويم لا يعني الإهانة أو الإلغاء

التدرّج في التوجيه: اقتداءً برسول الله (ص) في تربية المجتمع الجاهلي

ربط السلوك بالعقيدة: كأن تقول المبلغة: السلوك الخاطئ لا يليق بمن يحب أهل البيت عليهم السلام

 وقد تم في ختام المحاضرة مناقشة عدد من القضايا السلوكية الواقعية داخل الكروب، وطرح حلول عملية مستندة إلى القيم الدينية والتربوية.

 تجسّد هذه المحاضرة أهمية دور المبلغة في بناء النفوس وتقويم الطباع، ضمن رؤية واعية تهدف إلى إصلاح الأسرة والمجتمع، انطلاقًا من نهج الحسين عليه السلام في الإصلاح والهداية.


: تحرير /فاطمة الحسيني